في الوقت الذي تدرس فيه الحكومة الفلسطينية، مراجعة العلاقة الاقتصادية مع إسرائيل، والتي تسير في مرحلة متقدمة من البحث والصياغة والتأطير، يبدو بأن اسرائيل ذاتها تراجع هذه العلاقة.

فقد كشف مصدر مطلع  عن تراجع الجانب الاسرائيلي عن وعده بالسماح للشاحنات التجارية الفلسطينية من محافظة الخليل بالوصول الى معبر كرم ابو سالم التجاري الوحيد الى قطاع غزة، دون حاجة لتفتيشها على معبر ترقوميا.

وأوضح المصدر والذي رفض الكشف عن اسمه، خلال الاجتماع الذي عقد بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي في كانون الثاني الماضي، تم التوصل لتفاهمات بين الجانبين، حيث أبدى الجانب الاسرائيلي موافقة مبدئية على قيام الشاحنات والتي تحمل لوحة تسجيل فلسطينية على نقل البضائع من الخليل مباشرة الى معبر كرم ابو سالم بشروط خاصة.

وتابع المصدر في حديثه مع مراسل معا في الخليل:" تم الاتفاق خلال الاجتماع على عقد لقاء بين ممثلين عن الجانب الفلسطيني والجانب الاسرائيلي، لتوضيح الترتيبات الفنية واللوجستية المطلوبة في عملية نقل البضائع، حيث عقد هذا الاجتماع الاسبوع الماضي، وتفاجئ الحضور من الجانب الفلسطيني، بتراجع الاسرائيليين عن موافقتهم".

وقال المصدر:" تفاجئ الحضور من حديث الاسرائيليين، حيث كانوا يتحدثون عن نقل البضائع بواسطة شاحنات تحمل لوحة تسجيل اسرائيلية ستقوم بنقل البضائع من المصانع الفلسطينية الى معبر كرم ابو سالم، وهنا تدخّل الجانب الفلسطيني، وطلب منهم مراجعة محضر الاجتماع السابق، حيث ورد فيه:"سيتم السماح للشاحنات التي تحمل لوحة تسجيل فلسطينية بنقل البضائع من الخليل مباشرة الى معبر كرم ابو سالم"، ولدى مراجعة الجانب الاسرائيلي لمحضر الاجتماع، عادوا وقالوا هناك بعض الاشكاليات مع الشرطة الاسرائيلية بهذا الموضوع، وهنا رفض الجانب الفلسطيني الخوض في ترتيبات عملية النقل بواسطة شاحنات اسرائيلية ليبقى الوضع عما كان عليه سابقاً، وطالب الجانب الفلسطيني من الاسرائيليين مراجعة وعدهم".

وفي حال وافقت اسرائيل على السماح للشاحنات الفلسطينية بالوصول الى معبر كرم ابو سالم، سينعكس ذلك بشكل ايجابي على المستهلك، حيث ستنخفض تكلفة الانتاج على الصناعات المحلية، وبالتالي على المستهلك.

يشار الى ان الشاحنات الفلسطينية كانت فيما مضى تقوم بنقل بضائعها من الخليل والضفة الغربية الى قطاع غزة دون التوقف على المعبر وكذلك الحال بالنسبة لشاحنات غزة، لكن بعد فرض اسرائيل حصاراً على قطاع غزة وقاموا بوضع المعبر والحواجز لم تعد هناك شاحنات تتنقل بين شطري الوطن.